الشبل محمد رضوان يعانق الحياة بجسده الهزيل تحدياُ للزنازين السوداء

م يعلم الشبل محمد علي رضوان 15عاماُ من بلدة عزون قضاء قلقيلية شمال الضفة الغربية أن تواجده على أرض آبائه وأجداده لقطف بعض من ثمار الزيتون برفقة أهله وذويه ستضع حداُ لحريته وستجعله أسيراُ مكبلاُ داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي لا يقو على الحراك واللعب مع أقرانه أو حتى متابعة تحصيله العلمي .

ولم يكن الأسير الشبل يعلم أن الاحتلال سيخطف من عمره عاماُ كاملاُ ساحقاُ بعرض الحائط كل أحلامه وأمانيه التي نسجها منذ نعومة أظفاره ، بعد قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإصدار الحكم بالسجن الفعلي بحقه مدة 13 عاما ودفع غرامة مالية قدرها ألف شيكل إسرائيلي .

وفي مراكز التحقيق المختلفة ذاق الشبل محمد رضوان صنوف العذاب بمذاقات عدة بدء تحقيق حوارة وسالم وانتهاء بهشارون والذي تعرض خلاله لصدمة نفسية وانهيار عصبي نتيجة رؤيته لحادثة اغتصاب للأشبال في الزنزانة المجاورة لزنزانته كإحدى محاولات الإسقاط التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي .

تقول أم راشد والدة الأسير الشبل بعد انقطاع دام أكثر من تسع شهور لمراسلتنا في مدينة طولكرم همسة التايه " لم أرى نجلي محمد منذ اعتقاله بتاريخ 15ـ10ـ2007 بسبب اعتقاله لمدة ثماني شهور دون محاكمة متنقلا بين مراكز التحقيق الإسرائيلية المختلفة حيث تم تلفيق تهمة ضرب زجاجة حارقة باتجاه الاحتلال وتم ممارسة مختلف أساليب التعذيب من أجل الاعتراف بذلك وكما يقول الأسير لوالدته " أكلت ضرب حمير " حيث تمت محاكمته بتاريخ 2ـ6ـ2008 " .

وعن تعرض الأسير الشبل للضرب المبرح على أيدي جنود الاحتلال تقول أم راشد " أثناء محاكمته قال محمد للقاضي أنه اعترف تحت التعذيب الذي تعرض له بعدما قام بخلع قميصه وإظهار آثار الضرب الذي نال من جسده .

أم راشد التي لم ترتاح لزيارة نجلها داخل سجون الاحتلال لاختلاف شكله وملامحه أكدت أنه يتحدى بإرادته زنازين الاحتلال رغم جسده الذي بدي هزيلاُ وواهياُ ، خاصة وأن ملامحه بدت وكأنه منهكا تعبا على اثر تعرضه للضرب العنيف في وقت لا يستطيع البوح من الساتر الزجاجي الذي يفصل بينهما عما يواجهه .

تقول أم راشد بصوت حزين " يعيش محمد ظروف اعتقالية صعبة في سجن الرامون الذي لا يصلح إلا للكلاب والخيل لأنه قديم جدا ومتآكل وتخنقه الرطوبة ويفتقر لأبسط متطلبات الحياة الإنسانية . مشيرة إلى أساليب التعذيب المتبعة من تفتيشات ومداهمات للأقسام وبخاصة من قبل المجندات عدى عن الضرب المبرح بالبساطير وأعقاب البنادق ناهيك عن سياسة التفتيش العاري التي يتعرض لها الأشبال .

ومن الأمراض التي ظهرت جلية على جسد ابنها الذي تم إصدار حكم مدته 36 شهر مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات تقول أم راشد انه يعاني من أمراض جلدية نتيجة عدم توفر النظافة في الزنازين إضافة إلى انتشار الحشرات والبعوض وغير ذلك .

ومنذ رؤيته للوهلة الأولى استهجنت أم راشد أثناء زيارة ابنها ملامحه التي بدت غير طبيعية يسيطر على بدنه اللون الأزرق لتردد بصوت مخنوق حرام يعيش شبل بعيد عن حضن أمه ....... ضاع بالسجن ، مناشدة بضرورة تحديد عمر معين للأسير ، ووقف جميع الانتهاكات التي تمارس ضد الأطفال داعية بضرورة تكاتف الجهود الإعلامية والوقوف وقفة إعلامية جادة تجاه الأطفال الذين ضيعوا عمرهم فداء لوطنهم .